في عام 2017، تصدّر اسم “جولي شيك” (JollyChic) مشهد التجارة الإلكترونية في السعودية والخليج. تطبيق صيني بأسعار مغرية، إعلانات في كل مكان، وتأثير واسع عبر المؤثرين. وصلت الشركة إلى ملايين المستخدمين، بل وافتتحت مستودعات محلية ضخمة، وخططت لأن تصبح “أمازون الخليج”. لكن فجأة، تراجع التطبيق بشكل حاد، وتوقفت الإعلانات، واختفى من السوق تدريجيًا.
فما الذي حدث؟ وما هي الأخطاء القاتلة التي أوصلت جولي شيك إلى هذا المصير؟
١. أرقام توضح حجم الصعود
– أكثر من **35 مليون مستخدم مسجل** على المنصة.
– أكثر من **10 ملايين تحميل في السعودية** فقط.
– حجم الاستثمار المُعلن تجاوز **1 مليار ريال سعودي**.
– كان لدى جولي شيك **مستودعات ضخمة في السعودية** – تحديدًا في الرياض، تُقدّر مساحتها بآلاف الأمتار، وتخدم مئات آلاف الطلبات شهريًا.
– وصلت لحصة سوقية تقارب **25% من سوق التجارة الإلكترونية في الخليج** عام 2018.
٢. نقاط القوة التي ساعدت على الانتشار
– تسويق ضخم عبر مشاهير سناب وإنستغرام.
– أسعار شديدة الانخفاض مقارنة بالمنافسين.
– عروض شحن مجانية، ونقاط مكافآت.
– تنوع هائل في المنتجات، من الملابس إلى الإلكترونيات.
٣. أين كانت الأخطاء؟
رغم الاستثمار الضخم، إلا أن عدة أخطاء ساهمت في الانهيار:
❌ تجربة عميل ضعيفة:
– تأخير في التوصيل، حتى من مستودعات محلية.
– منتجات تصل غير مطابقة للوصف.
– ضعف خدمة العملاء، وعدم الاستجابة السريعة للشكاوى.
❌ ضعف في إدارة العمليات:
– عدم وجود ربط ذكي بين المستودع ونظام الطلبات.
– فوضى في إدارة المرتجعات والاستبدال.
❌ الاعتماد الكبير على الإعلانات:
– النمو كان مدفوعًا فقط بالحملات التسويقية.
– لم يكن هناك ولاء حقيقي للمنصة.
❌ فشل في بناء الثقة:
– موجة من الشكاوى على تويتر وسناب أثّرت على صورة العلامة.
– حتى مع التحسينات المتأخرة، كانت الثقة قد تضررت بشدة.
٤. النهاية: الخروج الصامت
– توقفت الحملات.
– غابت التحديثات.
– تم إغلاق المقر المحلي في السعودية.
– أوقفت الشركة معظم عملياتها في المنطقة دون إعلان رسمي واضح.
٥. ماذا نتعلم من قصة جولي شيك؟
الدرس الأول: **السرعة في الانتشار لا تعني النجاح على المدى الطويل.**
الدرس الثاني: **خدمة العملاء أهم من العروض.**
الدرس الثالث: **الثقة تُبنى عبر تجربة مستمرة، لا عبر إعلان لحظي.**
الدرس الرابع: **إدارة المستودعات ليست مجرد أصول، بل عمليات ذكية مرتبطة بالنظام.**
الدرس الخامس: **الولاء الحقيقي لا يُشترى، بل يُكتسب.**
خاتمة
جولي شيك كانت من أكبر القصص المثيرة في التجارة الإلكترونية السعودية – قصة نجاح أولاً، ثم درس حقيقي ثانيًا.
لرواد الأعمال، هذه القصة تثبت أن النجاح ليس فقط في الواجهة… بل في العمق التشغيلي، في رضا العميل، وفي بناء تجربة مستدامة تستحق أن تعود مرة بعد مرة.