اللوجستيات في الأزمات: ماذا حدث لسلاسل التوريد في جائحة كورونا؟

عندما اجتاح فيروس كورونا العالم في أوائل عام 2020، لم تكن المستشفيات فقط من شعرت بالضغط. بل تفككت سلاسل التوريد العالمية، وتوقفت الشحنات، وارتفعت أسعار الحاويات إلى مستويات غير مسبوقة. كانت الجائحة بمثابة اختبار قاسٍ لأنظمة اللوجستيات في كل دولة، وكشفت عن ثغرات خطيرة، ولكنها أيضًا دفعت نحو تطويرات كبرى.

١. شلل عالمي في النقل البحري والجوي

– أكثر من 70% من التجارة العالمية تمر عبر البحر، ومع الإغلاقات، توقفت السفن عن التحرك.
– شركات الشحن الكبرى مثل Maersk وCMA CGM علّقت أو قللت رحلاتها.
– الشحن الجوي تأثر بشكل مباشر لأن الطائرات التجارية كانت جزءًا كبيرًا من شبكة الشحن (Cargo-in-belly).

📌 النتيجة:
– نقص حاد في البضائع والمواد الخام.
– توقف الإنتاج في المصانع بسبب تأخر التوريد.
– زيادة غير مسبوقة في أوقات التوصيل.

٢. جنون أسعار الحاويات

السنة        | متوسط تكلفة شحن حاوية 40 قدم من الصين إلى أمريكا
————–|—————————————————
2019         | 1,500 دولار
نهاية 2020   | 6,000 دولار
منتصف 2021   | 15,000 دولار وأعلى

هذا الارتفاع جعل العديد من الشركات الصغيرة غير قادرة على الاستيراد.

٣. هل كانت الأزمة متوقعة؟

– لا، لأن سلاسل الإمداد كانت قائمة على نموذج “Just in Time”، الذي لا يتحمل أي تأخير.
– الجائحة كشفت أن هذا النموذج هش في الأزمات.
– لم تكن هناك خطط طوارئ لوجستية أو تنويع في مصادر التوريد.

٤. حلول تم تطبيقها خلال الأزمة

✅ حلول قصيرة المدى:
– الشحن الجوي المؤقت للبضائع عالية القيمة.
– تغيير مسارات الشحن للابتعاد عن الموانئ المزدحمة.
– تقليل الاعتماد على مورد واحد.

✅ حلول طويلة المدى:
– التحول إلى نموذج Just in Case: تخزين احتياطي دائم.
– بناء سلاسل إمداد محلية أو إقليمية.
– الاستثمار في الرقمنة والأنظمة المرنة لتتبع الشحنات.

٥. دروس تعلّمتها الشركات من الأزمة

– التنوع ضرورة: الموردون والموانئ والوسائل.
– الشفافية في التتبع: أصبحت أولوية، ويجب أن يعرف الجميع أين الشحنة الآن.
– الشراكات القوية مع مزودي الخدمات أثبتت أهميتها.
– الاعتماد الكلي على الصين لم يعد آمنًا… والبدائل مثل فيتنام والهند أصبحت أكثر جاذبية.

خاتمة

أثبتت جائحة كورونا أن اللوجستيات ليست مجرد نقل… بل هي خط الدفاع الأول أمام الأزمات. الشركات التي صمدت لم تكن الأقوى فقط، بل الأكثر مرونة وتنوعًا وتخطيطًا مسبقًا.
واليوم، كل شركة تسعى للنمو يجب أن تضع “إدارة الأزمات اللوجستية” كأحد أعمدة استراتيجيتها التشغيلية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *